amoon • » بنوتة « •
المشاركات : 62
الملف الشخصى الملف الشخصى: 1
| موضوع: نـــــافذتي ... على ماذا تطل..! 2010-05-08, 16:55 | |
| نـــــافذتي ... على ماذا تطل..!
كـم صديـق كـان معنـا ثــم غــاب فـــارق الـدنـيـا وهـــو تــوهـ ولــد
كعادتي وككل مرة نسافر فيها حين ننزل في شقة جديدة أقوم بجولة على نوافذها وكم أحب تلك النوافذ لأنها تأخذني لعــــــــالم آآآخر و بطبعي أحب أن أتأمل
هذه المرة كانت اول نافذة نظرت منها تطل على جيران جدد ليسوا مثلنا لم يسبق لي مجاورتهم.........
لاأعلم لم في تلك اللحظة استشعرت شيئا كنت قد إفتقدته
أتعلمــ / ــين من هم جيراننا..!
انهم أناس غــــــادروا الحياة رحــــــلت أرواحهم ووريت أجسادهم تحـــــــــت أطباق الثرى
...سرت قشعريرة بجسدي لحظة مررت ناظري على تلك المقبرة...
لمع ببالي لحظتها انهم أناس يتمنون ساعة ليعملوا بها صالحآ من القول والعمل
... مررت نظري على تلك المساحة من جديد علي أستوعب ذلك المنظر الذي كان لأول مرة قريــــــبآ مني.... رأيت تباينا بأحجام القبور عرفت يقينا أن الموت يطرق أي باب لااااااايفرق بين صغير وكبير...!!
"دعوت الله أن يرحمهم ويؤنس وحشتهم"
.....ولمساحتها الشاسعة لم أنتبه أن بها أحدآ
نعـــــــــــم
رأيت مشهدا تقشعر له الأبدان
رجلان أحدهما يحفرقبرآ والآخر يسوي قبرآ آخر وكأن ضيفآ قد حل به بزمن ليس ببعيد.........
يـــــــــااااااإلهي
كيف لقلبيهما أن يحتملا...! كانا يقفان بين الأمــــــــــــوات#
إنطلقت ] أريد أن أنام وضعت رأسي على الوسادة وأطرافي بالكاد تحملني شعرت بالخوف تذكرت حالي ونبشت بفكري ولم أجد أني اعددت لمثل هذا......... ذكرت قول الحبيب الأمي حين بكى ثم قال: (لمثل هذا فأعدوا) (*)
بحثت جليآ
...شعرت بالحزن لحالي
ماذا لو مت الآن...؟!! هل أنا على خير..؟!!
لم أشعر إلا بالخوف يلف قلبي
تحجرت دموعي ...... وضاعت أبجدياتي...... ومــــــــــاتت رغبة الدنيا لحظتها......
أغمضت عيني لأنام بعد تعب السفر وإجهاده ...
وبعد أن إستيقضت لم أكن أعلم أن هناك شيئا بإنتظاري ولم أكن أعلم أن المشاهد مستمرة خلف تلك النــــــــافذة...
من إرتعابي لم يخطر ببالي أن أقترب منها......
صرخ أخي الصغير: "تعالي شوفي فيه رجال في المقبرة"
لم أشعر إلا وأنا أطل...
إرتعدت أطرافي لمنظرهم....
أربعة رجال يحفرون وقد أعيتهم طبيعة الأرض الجبلية...
يشمر أحدهم عن ساعديه
ويرفع الآخرشماغه
والعامل يرش الماء
عله يسهل الحفر.....
شدنـــــــــي منظرهم كثيرآ ...تسمـــــــــــرت أمام النافذة تمضي ســـــــــاعة أو أكثر وهم على حالهم مازالوا يتناوبون الحفر.......
تمر فتـــــــــرة بعدها تدخل شاحنتان إحداهما محملة بلبنات والأخرى بتراب ........
تمر بعدها نصف ساعة يدخل رجل أظنه في الثلاثين يجر رجليه جرآ يطـــــــــــول به الممر إلى ذلك القبر...
أقسم أن حزنه يغطي ملامحه أظنه فاقد لقريب..
...عندما ذلفت الشمس للمغيب ظننت أنهم سيؤدون صلاة المغرب ثم يصلون على ميتهم
فجــــــــــــــــــأه
تقف سيارة ينزل منها مايقارب الأربعة أو الخمسة يرافقها عدد من السيارات يتعدى راكبيها العشرة....
أحدهم يحمل جنـــــازة بالكاد رأيتها..
أظنها لرضيع لم يتعد ثلاثة أو أربعة أشهر
ساروا لذلك القبـــــر
وضعوا الجنازة على الأرض
إصطفوا في منظر مخييييف
أدوا صلاة الجنازة.......
بعدهـــــــا
أقبل أحدهم حاملا كرتون ماء تبدو على ملامحه الإلتزام
أسرع الخطى حين رأى إصطفافهم وضع الكرتون جانبآ
وأصطف معهم
ولكم تمنيت لو أن لي قدمان تحملاني بعيدآ عن هذا المنظر لكن هيهــــــات............
لم أشعر بالعالم حولي...
عيني فقط ترقب ذلك الضيف الجديد الذي انضم لجيراننا...
مكثت أرقبهم وقد أطالوا الدعاء...
سلموا
حملوا الجنازة الصغيرة
أنزلوها القبر
غطوها باللبنات
ثم ماذا...!
أهــــــــــــــالوا عليها التـــــــــــــراب...........
يــــــــاااااالله
كل ذلك مـــــــــــــــــــؤلم حقيقة أدركت حكمة الله في تحريم زيارة القبور علينا معشر النساء......
خرج الجمع قاصدين بوابة المقبرة وكأن مهمتهم قـــــــد إنتهت-
أما هـــــو
فقد مكث عند القبر مليا وكأن شيئا يمنعه من الحراك.........
رفع يديه يناجي ربــــــــه...
لحظتها آلمنــــــــي كثيييييرآ منظره.........
ولم أكن لأرى وجهه بعد.. وحتى تلك اللحظة كنت أتألم بصمـــــــت ولم أذرف دمعه...
وحينما أقبل جهة البوابه رأيته يمسح دموعآ تمردت على خده وكانت تلك هي المرة الأولى التي أرى بها رجـــــلآ يبكي........
أبكــــــــــــــاني والله
أحزنني المنظر الذي تجسد أمامي وشعرت بفقده أظنه والــــــــد ذلك الصغير...........
سار وحيدآ بعد أن سبقوه وعيني قد إغرورقت بدموعها........
ركب سيارته ثم أدار محركها وإنتظم مع سرب السيارات السائرة....
كأني به يقول لاااااا أحــــــد يشعر بحزني
"جبرالله مصابه وعوضه خيرآ وجعل ذلك الصغير شافعاله يوم يلقاه"
تأملت السيارة حتى إختَفَتْ وإختَفَتْ الشمس لتعلن الغـــــــروب...........
بعد أن شَهِدَتْ وشَهِدْتُ معها
أقسى مناظر الــــــــوداع المـــــــريرة...
هذه المشاهد كانت حصيلة يوم واحـــــــــد لكم أن تتخيلوا كم ميتا سيدفن لو راقبت تلك المقبرة لمدة إسبـــــوع
أو شهــــــر
أو سنــــــــة .......!!!
هل منا أحد يضمن لحظة واحدة من عمره ....!!
تخيلــ / ــي
لو أنك الآن مكان أحد الموتى مالذي تتمنى أن يكون معك ومالذي لاتريد...............؟؟!! أليست زينة الدنيا إلى زوااال .........؟
أخيرآ ياأحبة....
كلنا مودع وكلنا مفارق وكلنا سيدفن
فهلا أعددنا للحظة الوداع تلك.....؟
فقد أكون أنا أو أنْتَ أو أنْتِ الضيف الذي سيحل قريبآ على أهل القبور..!
| |
|